الحياء اعظم صفات المسلمة ولكن احذرى الحياء المذموم
الحياء من أعظم أخلاق الإسلام بلا ريب، ولا تكن الأخت ملتزمة بحق حتى تتصف بهذه الصفة العظيمة .. عن ابن عباس قال: قال رسول الله "إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء"[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني].وعلى حسب حياة القلب، يكون فيه قوة خُلُق الحياء .. وقلة الحياء من موت القلب والروح، فكلما كان القلبأحيى كان الحياء أتم .. [مدارج السالكين (2,42)]
فمن يَمُنَّ الله سبحانه وتعالي عليها بخلُق الحياء، فإنه دليل على حياة قلبها.
وللحيـــــــاء فضائل كثيرة، جعلته يحظى بتلك المكانة العظيمة في ديننا ..
منها إنه:
1) صفة من صفات الله جلَّ وعلا .. قال رسول الله "إن الله رحيم حيي كريم، يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرا"[رواه الحاكم وصححه الألباني]
الله جلَّ جلاله يستحيي أن يرد يد عبده، ونحن لا نستحي أن نخالفه ونعصي أمره ؟!!
2) علامة إيمانِك أن تزدادي حياءًا .. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله "الحياء والإيمان قرناء جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"[رواه الحاكم وصححه الألباني]
) الحيــــاء شعبة من الإيمان ..عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار"[رواه أحمد وصححه الألباني].. وقال أيضًا "..والبذاء من النفاق .."[رواه الطبراني وصححه الألباني] ..
فصفة الأخت المؤمنة أنها حييـــــة، أما المنافقين والعصاة فصفتهم الجرأة والكلام الفاحش.
4) اتبــــاع هدي النبي .. عن أبي سعيد الخدري قال:كان النبي أشد حياءً من العذراء في خدرها ..[متفق عليه].
وقد دعانا النبي للتخلُق بالحياء .. عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله "الحياء لا يأتي إلا بخير". وفي رواية"الحياء خير كله"[متفق عليه].
وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي فذُكِر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله الحياء من الدين؟، فقال رسول الله "بل هو الدين كله"[رواه الطبراني وصححه الألباني]
وتأملي حيـــــاء أمنــــا عــــائشة رضي الله عنها، نِعم المرأة المؤمنـــة التقيـــة النقيـــة ..
عن عائشة قالت: كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله وإني واضع ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دُفِن عمر رضي الله عنه معهم .. فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياءً من عمر .[رواه أحمد وصححه الألباني]
هذا حيـــــائها مع الأموات، فما بـــــال الأحيـــــاء؟!
من تلك الصفات السيئة التي عليكِ اجتنابها وتحذير أخواتك منها ..
1) الكلام الفاحش .. الذي تخوض فيه بعض الأخوات .. وبعضهن قد يقمن بإفشاء أسرار بيوتهن بشكل غير لائق، وهذا أمر لا يجوز .. قال رسول الله "إن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة"وفي رواية "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها"[رواه مسلم]
2) التساهل في مخاطبة الرجال الأجانب .. وترقيق الصوت أمامهم سواء في الهاتف أو في تعاملاتها في الأسواق أو غيرها والله تعالى يقول{..فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]
والأصل أن الكلام بين الرجل والمرأة الأجنبيين لا يكون إلا لحاجة .. كبيع أو شراء أو سؤال العالم عن مسألة شرعية، بشرط أن يكون الكلام بقدر الحاجة مع عدم ترقيق الصوت أو اللين بالقول.
3) رفع الصوت بطريقة لا تتلائم مع وقار الأخت المسلمة .. والكلام والضحك بصوت مرتفع في الأماكن العامة .. وقد نُهيت المرأة عن رفع صوتها بالتسبيح إذا اخطأ الإمام في الصلاة، فعدم رفع صوتها خارجها من باب أولى
4) إطلاق البصر .. والله عزَّ وجلَّ قد أمر المؤمنات بغض أبصارهن، يقول تعالى {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ..}[النور: 31]
5) إرتداء الملابس الضيقة أمام النساء .. وإنما يجب أن تكون الملابس أمام بعضكن البعض فضفاضة، بحيث لا تصف الجسم ..
وما يحدث من تكشُف في صالات الألعاب الرياضية وحمامات الساونا وغيرها، لا يجوز بحال .. يقول رسول الله"أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خرق الله عنها ستره"[رواه أحمد وصححه الألباني]
ومن يسمح لزوجته بالذهاب لتلك الأماكن، فهو شريك معها في الإثم ]
وقد أثنى الله على الفتاة العفيفة في القرآن فقال جل جلاله ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياءٍ قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )
وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي فذُكِر عنده الحياء، فقالوا: يا رسول الله الحياء من الدين؟، فقال رسول الله "بل هو الدين كله"[رواه الطبراني وصححه الألباني
فلتجعلوالمسلمة الحياء خلقًا لازمًا لها على الدوام، حتى تفوز برضا ربها
وقد قال الشاعر:
إذا لـم تَخْــشَ عاقبـة اللَّـيـالي
ولـم تَسْتَحْي فـاصنـعْ مـا تـشــاءُ
فـلا واللـه مـا فـي الْعَيْشِ خيــرٌ
ولا الدنيا إذا ذهـــب الحيـــــاءُ
قال الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقوة
القسوة في القلب
وجمود في العين
وقلة الحياء
والرغبة في الدنيا
وطول الأمل.
قال عمر رضي الله عليه: من استحيا اختفى ومن اختفى اتقى ومن اتقى وقي
وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يخطب الناس: (يا معشر المسلمين استحيوا من الله. فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطي رأسي؛ استحياء من ربي)
وكان عثمان بن عفان-رضي الله عنه- ليكون في البيت, والباب عليه مغلق, فما يضع عنه الثوب؛ ليفيض عليه الماء؛ يمنعه الحياء أن يقيم صلبه
ولكن يوجد حياء مذموم للمرأة مع زوجها
الحقيقة أن الرجل يحب أن تشعره زوجته أنه قد شغفها حبا وأنها تحب أن تنال منه ما يحبه هو فالرجل يتأثر بذلك جدا وهذا مما يعينه على غض بصره وعدم التفكير في غيرها. ولعل كثيرا من النساء تنسى أن بعض الأزواج قد شاهد في فترة من حياته قبل التزامه بعض المشاهد في الإعلام الفاسد التي تكون فيها المرأة هي التي تتحبب إلى الرجل وتدعوه إلى نفسها وهو يحب أن يرى في زوجته ما كان يراه قبل التزامه .. فهل تعجز نساؤنا أن يكن عواشق لأزواجهن بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ودلالات وأن يظهرن المحبة والمودة لأزواجهن بشتى الوسائل اللفظية والجسدية . لماذا لا تتدلل المرأة على زوجها وتلاطفه حتى وإن مضى على زواجهما أمد بعيد؟ ما الذي يمنع الزوجة المؤمنة أن تستقبل زوجها حين يأتي من عمله في أبها زينتها وتجري إليه لتحضنه وتقبله بحرارة؟ ما الذي يمنعها أن تجعل زوجها يستيقظ يوما ليجدها فوق رأسه تقبله وتمسح على وجهه؟ ماذا يمنعها أن تطبع قبلة حانية على خد زوجها على غفلة منه وهو منهمك في عمله أو تجلس أمامه تطيل النظر في عينيه وتدع لغة العيون تعبر له عما بداخلها؟ ماذا يمنعها أن تصارح زوجها بحبها له وتتغزل في جماله أو في صفاته الحسنة ؟ لعلك أيتها الأخت المؤمنة قد تقولين الآن في نفسك أن المرأة فطرت على أن تكون مطلوبة لا طالبة وحياء المرأة –وبخاصة المرأة الشرقية- يمنعها أن تفعل هذا مع زوجها فإن الحياء في الأمور التي تجلب السعادة والإعفاف لأحد الزوجين مذموم وليس محمودا وشخصيتها بشكل عام. لتكون النتيجة في النهاية حياة زوجية مصابة بالفقر العاطفي والجفاف الوجداني حياة رتيبة تتكرر أحداثها بنمطية مملة لأنها خالية من المواقف الشاعرية والعاطفية التي تمد حياة الزوجين المشتركة بالغذاء النفسي الوجداني الذي يضمن لها الاستمرارية والبقاء ."