بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة
و الصلاة و السلام على من بعثه للعالمين رحمة و هدى فبلغ رسالات ربه و أدى الأمانة
…و بعد…
فمن خلال تصفحي للمنتدى وجدت كثير من الإخوة لديهم فهم خاطئ لمسألة -الدين- فمن ذلك اعتقاد بعضهم أن جميع الأديان صحيحة و موصلة للجنة!!
و من أجل ذلك كتبت مقالتي هذه عسى أن أنفع و أفيد و أبلغ القول الحق لكل مريد :-
1-سبب الخلق:-
يقول تعالى {و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون} قال ابن عباس "ليعبدون أي : ليوحدون"
و من هذا سبب خلق العالمين هو عبادة الله و حده دون سواه و من صرف شيئاً من العبادة لغير الله فهو مشرك كافر حتى و إن كان يتقرب إلى الله في ذلك
2-الشاكر و الكافر:-
يقول سبحانه {إنا هديناه السبيل إما شاكراً و إما كفورا}
فالشاكر هو : الذي يشكر إنعام الله عليه، بعبادته و توحيده و تسخير النعمة في طاعته
و الكافر هو : الذي يجحد نعم الله و فضله عليه، فيعبد من دونه و يسخر نعم الله في معصيته !!
و {إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فـ {إن الشرك لظلم عظيم} و {من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار}
3-الدين الحق و الدين الباطل:-
يقول سبحانه {و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه}
و لذا فإن أي دين سوى الإسلام دين باطل منذ خلق الله الأرض و من عليها و حتى قيام الساعة و لذا فإن أي دين عدى الإسلام سواء أكان من صنع البشر أنفسهم (كالبوذية و السيخية و الهندوسية و المجوسية و الوثنية) أو من تحريفهم لدين الإسلام (كاليهودية و النصرانية و الشيعية-بر أفضتها و زيديتها- و الباطنية-بإسماعيليها و قرمطيها و عبيديها و نصيريها و درزيها-) فإنه دين موصل إلى النار و لا يقبل عمل صاحبه
4-الإسلام و الأديان المحرفة:-
إن الله لم يبعث نبياً و لا رسولاً إلا بدين الإسلام و هو "الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله"
حتى نبيا الله موسى و عيسى بعثا بدين الإسلام لا اليهودية و النصرانية وذلك أن عقيدة الإسلام و عقيدة غيره من الأديان السابقة واحدة {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده} و الاختلاف هو في الشرعة و المناهج {لكل جعلنا منكم شرعةً و منهاجا} و أن اسم اليهودية و النصرانية مطلق على الدين بعد تحريفه لا على أصل الدين قبل تحريفه
5-المنسوخ و الناسخ:-
إن الأديان التي جاء بها أنبياءها من نوح و حتى عيسى ابن مريم كانت جزء من الدين الإسلام الذي ختم بنبينا -صلى الله عليه و سلم- و ذلك أنها كلها بشرت ببعثة محمد و أمرت أتباعه بالإيمان ببعثته و تصديقه و اتباعه و أنها كلها كانت ناقصة و الإسلام يكملها فمن أوجه نقصانها :
أ-أنها كانت خاصة في قوم النبي فلا يلزم غيرهم اتباعه لكن يؤمرون بالتصديق برسالته و إن شاؤوا اتبعوه.
ب-أنها لم تكن محفوظة عن التحريف و التبديل فقد حرفت كتب ربهم و شرائع دينهم إلا قليلاً.
ج-كما أنها خاصة في قوم النبي فإنها خاصة في زمانه و لذا كان الأنبياء يتعاقبون على نفس القوم في كثير من الأديان.
أما الإسلام فذو رسالة عالمية محفوظة عن التحريف صالحة في كل زمان و مكان
و بعد بعثة النبي محمد نسخت جميع تلك الأديان بدين محمد -صلى الله عليه و سلم- فلا يقبل الله غير ما جاء به و لا يدخل الجنة إلا من اتبعه و ليس طريق إلا الله سواه حتى النبيون مأمورون باتباعه
هذا جهد المقل فإن أصبت فمن الله و بتوفيقه و إن أخطأت فمن نفسي و هواها و الشيطان و إغوائه
هذا و الله أعلم و صلى الله على نبيه محمد و آله و سلم